الرجوع عن الخِطبةوأثره الشرعي |أحمدو بمب ولد محمدو

الخطبة بكسر الخاء هي طلب الزواج ، والأصل فيها أنها مجرد وعد بالزواج لا يترتب عليه أي أثر قانوني .
والعدُول عن الخِطبة لا يترتب عنه تعويض، غير إنه إذا صدر عن أحد الخطيبين فعل سبب ضررا للآخر ، يمكن للمتضرر المطالبة بالتعويض .
من النواقص التشريعية عند المشرع الموريتاني أنه لم يتناول أحكام العدول عن الخطبة ، بخلاف جميع التشريعات العربية تقريبا ، وهذا السكوت من المشرع هو ما سبب تلك الفوضى في الرجوع عن الخطبة .
#مثلا ؛ رجل خطب امرأة عدة سنين ، وبين عشية وضحاها رجع عن خطبته ، هذا الرجوع سبب لها ضررا بالغا، وكانت لاتكلم الرجال بسبب خطبتها وبالتالي ضيع عليها كثيرا من الفرص في الزواج .
#ونفس الشيء ينطبق عليها ؛ رجل خطب امرأة فترة طويلة وكان يقدم الهدايا والأعياد ، وعندما وجدت من هو أغنى منه فسخت خطوبته !،
#هل ماقام به كل منهما يعتبر ضررا موجبا للتعويض ؟
#في أغلب التشريعات الجواب ؛ نعم .
#وعندنا لم يتكلم المشرع عن ذلك !.
من البداهة في الفقه أن الضرر يكون ماديا ومعنويا ، وكل واحد منهما موجب للتعويض في إطار المسؤولية التقصيرية . ولاشك أن الرجوع عن الخطبة دون سبب يسبب ضررا نفسيا بالغا للمرأة ، التي كانت وفية لخطبتها فترة طويلة .
والرجوع في الخطبة وإن كان حقا يقره القانون ، إلا أنه كسائر الحقوق مقيد بعدم التعسف في استعماله .
#السؤال الذي يراود الجميع ، هل تحدث الفقهاء عن العدول عن الخطبة ، رغم سكوت المشرع الموريتاني عنها ؟
#الجواب :نعم .
و تقديم الهدايا زمن الخطوبة أمر مباح ، بدليل قوله صلى الله عليه وسلم( تهادوا تحابوا ) .
ولكن ماهو حكم الهدايا التي اعطيت فترة الخطوبة ؟
هنا سكت المشرع الموريتاني ، بينما نصت مدرنة الأحوال الشخصية المغربية مثلا في المادة 08 منها على أنه (لكل من الخاطب والمخطوبة أن يسترد ما قدمه من هدايا ، ما لم يكن العدول عن الخطبة من قبله ، وترد الهدايا بعينها، أو بقيمتها حسب الأحوال ).
معناه بالحسانيه ؛(حد فسخ الخطوبة (يسو هي ويسو هو ) مامعدلو شي خاسر إرد ذاك الگط نعطالو ووعدلو من شِ صالح زمن الخطوبة )
رأي المالكية في الموضوع ؛
مشهور المذهب المالك أنه إذا كان الذي أهدى هو الذي رجع عن الخطبة ، فليس له أن يسترد شيئا ، ولو كانت الهدايا قائمة ، حتى لايجتمع للطرف الآخر ألمان ؛ ألم العدول وألم الاسترداد، ولأن إبطال الخطبة من جهته ، ومن سعى في نقص ماتم من جهته ، كان سعيه مردودا عليه .
وهذا الرأي هو الذي أخذت أغلب التشريعات العربية .
#توصية : ينبغي استدراك النقص التشريعي المتعلق بأحكام الرجوع عن الخطبة ، وأحكام الهدايا التي قدمت فترة الخطوبة .
والأهم من كل ذلك ما يترتب على فسخ الخطوبة من أثر نفسي للمرأة خاصة .
#محدو فقير ماه مبعد ومنين يطرالو شوي يتگلب وإتم ماشي ،مع أنها ضيعت زهرة شبابها في انتظاره.
مشاركة هذا المحتوى: